جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
10032 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل صلاة الجماعة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ من عبادة الله عبادات بدنية يتقرب بها الخلق إلى الله تعالى عبادات بدن، ومن أظهر هذه العبادات البدنية الظاهرة الصلوات الخمس التي هي أفعال وأقوال قيام وقعود ركوع وسجود وقراءة ودعاء وذكر وخشوع جعلها الله تعالى شعارا للبلاد الإسلامية وشعارا للمسلمين يتقربون بها إلى الله، ويتذللون بها بين يديه؛ فلأجل ذلك كان لها الأثر الكبير ولها الأجر العظيم عند الله تعالى لمن أتمها، وأخلص فيها لله سبحانه.
ثم شرع الله لها هذا الاجتماع في المساجد بالنسبة للرجال أي أن يأتوا إليها ليصلوا جماعة خلف إمامهم؛ ليتابعوه ويكون لهم أجر على إتيانهم إلى هذه الصلاة جاء مضاعفة الأجر أن من صلى مع الجماعة صلاته أفضل من صلاته وحده بسبع وعشرين جزءا، أو بخمس وعشرين جزءا لا شك أن ذلك فضل كبير.
ثم جاءت السنة باتباع الإمام أي: متابعته وعدم مسابقته حتى يكون المصلي كامل الأجر إذا اتبع إمامه واقتدى به، وإذا أحسن الإمام الصلاة فله مثل أجور من صلى خلفه، وإذا أساء الصلاة وأفسدها فعليه مثل أوزار من صلى خلفه كلهم يطالبونه بصلاتهم التي أفسدها، وهذا مما يحمل الأئمة على أن يواظبوا على المساجد التي يصلون بها، ويحرصوا على أن يكملوا صلاتهم، ولا يكون فيها خلل ولا نقص ولا شيء يبطلها.
وذكر العلماء أنه إذا بطلت صلاة الإمام؛ بطلت صلاة من خلفه أي: أن صلاتهم تابعة لصلاته مرتبطة بها؛ فلذلك جاء في الحديث: إذا سها الإمام فعليه السجود وعلى من خلفه، وإذا سها المأموم خلف الإمام فلا سهو أو فلا سجود عليه مما يدل على أهمية متابعة الإمام.

line-bottom